17 - 08 - 2024

كلام والسلام | غزة .. تحررنا

كلام والسلام | غزة  .. تحررنا

أقصى ما يستطيع أن يفعله كاتب هذه السطور .. أن يجلس متمددا على كرسى أو سرير فى بيته ؛ أو يرتشف على مقهى  كوبا من الشاى أو القهوة ؛ وهو يكتب عما يحدث فى غزة وأراضينا المحتلة !

لن يستطيع أن يردد مقطع أغتية عبد الحليم : فدائي فدائي ، أو يتغنى بجملة أم كلثوم الأشهر : أصبح عندى الآن بندقية ! فلا الزمن زمن الفداء؛ ولا هم سيسمحون لك بحمل بندقية .. لو أردت!

كبر دماغك وتابع الأخبار ومصمص شفتيك وردد: يا حرام .. كان الله فى عونهم!

أخف رأسك أو أدفنها فى الرمال، فهذا سلو بلدنا؛ وشعار المرحلة: إحنا مش فاضيين ؛ نحارب معارك غيرنا!

إنس يا عمرو وأيا كان أسمك؛ فزمن الدون كيشوت ولى وراح!

إنس أنك عربى أو مسلم؛ وركز فى بلوتك مع أزمة الأكل والشرب والبنزين والمواصلات ومصاريف العيال؛ وطلبات أم العيال التى لاتنتهى!

خليك فى خيبتك.. حتى لو شفت خيبة غيرك؛ وهانت عليك خيبتك اللي بالويبة !

لاتصدق من يقول لك من المغرضين: أن اليوم غزة .. وغدا أنت وهو وكلهم!

لا تلتفتلمن يجر مشاعرك بدمعة تذرفها (ولو خلسة) على أطفال ونساء وشيوخ غزة؛ ممن لاحول لهم ولا قوة! ، فالدموع ضعف يا صديقى؛ ونحن نبنى بلدا بانفاقها وطرقها وعاصمتها الجديدة.. ومش فاضيين لدموع التماسيح تلك !

لا تستمتع لمن يقول لك: ده أمن قومى أو عربى أو إسلامى ؛ فلا مكان فى عالم اليوم للعواطف؛ ولا بقاء إلا للأقوياء وأصحاب المصالح!

تقوقع على ذاتك وامش جنب الحيط ؛ أو توارى داخله كافيا خيرك شرك؛ وكفاك وكفانا الله .. شر القتال!

ولاتستمع لمن يعارضك بقوله: مؤلم أن تسير بجانب الحائط مبتعدا عن المشاكل فيسقط عليك . الحائط نفسه ؟!

لاتصدق من يقول لك: يكفينا أن ننتمي إلى شيءٍ واحد فقط ، إلى أملٍ دافيء أو شخصٍ أو حُلمٍ شفيف . إلى أي شيءٍ بوسعه أن يُحوّل كل ندوبنا وآلامنا .. إلى أشياء مُضيئة.

ابق فى غيك بما يملأون به رأسك ليل نهار!

 ولكن بعد فوات الأوان .. سيكتشف الجميع وأنت معهم أنّ إسرائيل احتلّت الوطن العربي كلّه، ولكنّها لاتزال تحاول احتلال فلسطين !

أنتم الناس أيها الغزّيّون.
---------------------------
بقلم : خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | اللي يحب النبي يزق